لا للعودة لمربع الهزائم

عاد المنتخب الوطني بخسارة كبيرة ، تكبد المنتخب الوطني هزيمة ثقيلة ، هزم المنتخب الوطني بنتيجة كبيرة ، مني المنتخب - استقبلت شباك المنتخب - إلى آخره عبارات كثيرة ومختلفة امتلأ منها سجل المرابطين ودونت في صفحات تاريخه الحافل باليأس و الهزائم و الفساد و الرشوة ، والجميع يعترف بها رغم مرارتها و مذلتها بل يعتبرها البعض أحيانا فخرا و عز حينما يقول أحد هؤلاء انه سافر مع المنتخب إلى البلد الفلاني في رحلة سياحية سخر لها ما في خزينة الاتحادية من أموال عمومية وتوجت في النهاية بخسارة كارثية لمنتخبنا ليعود في صمت إلى الوطن لا أحد يسأل عن الأسباب ، وقلما يعلم أحد بالنتيجة الا بعد عودة البعثة بأسابيع لأن الكل يدرك ان مرابطي ذلك الجيل لا يحرزون الأهداف
اما اليوم فالوضع تغير أكثر من أي وقت مضى إذا كانت الاتحادية حدثت فيها نقلة نوعية بقدوم مكتب جديد همه الوحيد النهوض بالكرة الوطنية واجلاءها من عنق الزجاجة ، فإن الجمهور أيضا تغير وتغيرت معه وسائل الاعلام ، فخسارة المنتخب مساء أمس تابعها آلاف الموريتانيين الشباب بدل الاستديو التحليلي لموقعة كامب ناو ، والكل يدرك من كان خلف الأخطاء القاتلة التي جعلت الجميع يسخر من منتخبنا ومن المسؤول عنها ، عكس ما كان يحدث في السابق عندما لا يوجد الخبر الا على وسائل الاعلام الرسمية بتحرير و تحريف و تلميع من مسؤول الاعلام في الاتحادية
ان من شاهد لقاء أمس لا أعاد الله بمثله ، يدرك ان منتخبنا ليس لديه نية للفوز ولا يطمح حتى لتسجيل هدف الشرف وانفاسه منحبسة ترقبا لصافرة النهاية و العودة الغرف المكيفة و الوجبات اللذيذة ومتابعة الكلاسيكو الاسباني ، اداء خجول و سيئ لعناصر الفريق الموريتاني لا يختلف عن مهازل الجيل السابق وليس جيل المرحوم ولد بيدية ، ومدرب لايعرف من أين يبدأ وليس خطة لمباراة
على المكتب الحالي للأتحادية الذي استمد شرعيته وسمعته من الشارع الرياضي و الذي سخر كل المستلزمات للبعثة و جعل أعضائها في ظروف جيدة لم يعودوها في السابق ان لا يتمادى في معاقبة و اقالة المسؤولين عن هذه المهزلة المشؤومة
ان فاقد الشيء لا يعطيه خلال مباراة منتخب الشباب في تصفيات العرب عبر المدرب مودي عن امتعاضه من تدخل المدير الفني في القرارات ، في خلاف كاد ان يخرج عن السيطرة
ماذا حقق مودي على المستوى الدولي حتى يشفع له للعمل دون مستشار ، فعلا لديه شهادة محترمة من الاكادميات الألمانية لكن الشهادة وحدها لا تكفي فالعجوز الفرنسي درب فرق عريقة وحقق منعها القاب و بنا منتخبات كانت في ادنى مستوى و اوصلها لمصاف الكبار ، في حين ان المدرب الوطني مودي لم يدرب غير فرق الدوري المحلي و معروف بعدم الاستقرار و سرعة الغضب و العصبية ، فاليوم الكرة الوطنية بحاجة إلى رجل مثل الناخب الفرنسي ويمنح كافة الصلاحيات و يوضع الجميع تحت تصرفه للتعلم منه لا يتنافس معه حتى نلحق بمؤخرات الركب على الأقل
ان مناصب العمل في الاتحادية لم تعد كما كانت سابقا تمنح على أساس الولاءات و المعرفة الشخصية ، كما أن مهمة التدريب مهنة ذات صعوبة ومصيرية ولا يمكن ان يتولاها الا من هو قادر على تحقيق شيء على أرض الواقع لا من يريد السفر في جولات سياحية إلى الخارج. وكسب الأموال مقابل تقرب من قادة ffrim
لقد ولى زمن الهزائم و التلاعب بمصير لعبة باتت أهم النشاطات في العالم بأسره و أوحده للشعوب ، دون ان يحاسب المسؤولون عنها ، فلسان الحال يقول لا للعودة لمربع الهزائم


بقلم مصطفى ولد مامون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق