كفانا جهويةً يا مدربينْ

لقد اقدمت الاتحادية الوطنية لكرة القدم على اتخاذ قرار شجاع و صعب باقالة الجهاز الفني لمنتخب الشباب استجابة على ما يبدو لمطالب الشارع الرياضي الذي اثار ثورة لم يسبق لها مثيل من أجل رحيل المسؤولين عن مهزلة الرباط المشؤومة ، وفعلا هذه نقطة مهمة وتحسب كالعادة لقائد معركة التغيير و معيد البسمة لوجوه الجماهير الاستاذ احمد ولد يحي ، لكن العيب الذي اقيل مودي على أساسه ربما لا يسلم منه سلفه الجديد باب سيك المدير الفني لنادي الوئام و من لا يدري ، عندما تختار تشكلة وطنية هي الأحسن و تعلب بأفضل طريقة من حيث التكتيك إذا لم تحقق نتائج مرضية فذلك قدر الله لكنك اجتهدت ولك الاجر على الأقل
ان الجهوية و المحسوبية و المعرفة (لخلاك) هم السبب الوحيد فيما نحن عليه الآن فتشكلة المنتخب الأول التي عادت قبل يومين من طهران بصفر من الأهداف مقابل هزيمتين متتاليتين ، لم تؤخذ الا على أساس القرابة و المعرفة فأغلب اللاعبين الذين تم استدعاؤهم ينحدرون من العاصمة وبالتحديد فريقي تفرغ زينه و الوئام نتيجة لتواجد باب سيك مستشارا للناخب الفرنسي في حين يلاحظ غياب غير مسبوق للاعبي بطل الدوري أف س نواذيبو خاصة الهداف الذي أقصي في اللحظات الأخيرة
ولاعبي نادي كانصادو المتصدر الحالي للدوري ، والشيء نفسه حدث مع منتخب الشباب حيث غاب كثير من لاعبي العاصمة التي تكتظ بعشرات الفرق المتميزة في كل الدوريات و تضم مواهب عديدة قادرة على تحقيق الأفضل
على اتحاديتنا و رئيسها المولع بكرة القدم ان يستوعبا انه في حالة استمرار هذا الصراع الجهوي و المدرسي والغير مرغوب فيه بين الفنيين من المستحيل تحقيق أي شيء مهما صرف من أموال ، فعناصر المنتخب الأول حاليا فيهم من هو غير قادر على حمل القميص الوطني ، ولم يقدم اداء مقنعا حتى مع ناديه هذا الموسم ، كما ان فريق الشباب في حاجة ماسة إلى لاعب ارتكاز و نحن ملاعبنا مشحونة بالشباب الموهوبين من فرق لا تتوفر على أي دعم مالي مثل اندية تيارت و دار النعيم و كيهيدي و روصو ، كما انه على مدربينا المحترمين و المخلصين التخلي عن هذه الاستراتجية التي أثبتت فشلها وعدم جدوائتها وجعلتها في المؤخرة بشكل دائم خلف منتخبات كنا بالأمس الفريق نسحقهم بنتائج ثقيلة ، فليس من العيب ولا من العار ان يتالق لاعب من المدرسة الشمالية أو الجنوبية مع مدرب ليس منها ، فبلدوسكي مدرب منتخب اسبانيا بطل العالم لاعب سابق  للريال ومدربه و احرز معه الكثير من البطولات ، والمدريدي أكثر
ما يثير حساسيته هو فريق برشلونة لكن الرجل ترك الخلاف و الحساسية جانبا و شكل فريقا نسبة 70 في المائة من لاعبيه من الكاتلونيين احرز به كأس العالم من عمالقة المنتخبات العالمية ، لأن المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق