احمد ولد لكور: الاتحادية لم تكن تتوفر قبلي على هاتف أو فاكس


أجرت تقدمي مقابلة مع أحمد مرحبا ولد عبد الرحمن ولد لكور رئيس الاتحادية الوطنية لكرة القدم الذي انتخب لهذا المنصب في شهر أغسطس الماضي بعد فوزه في الانتخابات على حساب الرئيس السابق للاتحادية مولاي ولد عباس، و أكد ولد لكور خلال المقابلة أن خطة الاتحادية الحالية لتطوير كرة القدم في موريتانيا تعتمد على نقطتين أساسيتين هما الاصلاح الذي يبدأ بالمصالحة مع الذات و البناء الذي ينطلق من وضع الاتحادية في ظروف صالحة للعمل و توفير البنى التحتية.

كما أكد كذلك أن المدرب الجديد للمنتخب الوطني باتريس نفه يملك خبرة كبيرة في مجال التدريب و القدرات اللازمة لتحقيق النجاحات مع المنتخب الوطني، مضيفا أنه من أجل أن تتقدم الرياضة بشكل عام و كرة القدم بشكل خاص في موريتانيا يجب على المجتمع أن يهتم الرياضة و أن تحضر الجماهير إلى الملاعب، و يجب كذلك على السلطات و الادارة المسؤولة من قريب أو بعيد عن الرياضة أن تكون في المستوى و أن تعلم أن الرياضة تحتاج للكثير من الإمكانيات و الجهد حتى تستطيع موريتانيا مقارعة الدول الأخرى، و أنه كذلك على الاعلام المحلي أن يهتم بالرياضة لأنه عن طريقه سوف يهتم الجمهور بها.

نص المقابلة:


تقدمي: ما هي أبرز معالم الخطة التي تنتهجونها لتطوير كرة القدم الوطنية؟


أحمد ولد عبد الرحمن ولد لكور رئيس الاتحادية الوطنية لكرة القدم: نحن انتخبنا مؤخرا في شهر أغسطس الماضي و قد أمضينا أكثر من سبعة أشهر في تسيير الاتحادية الوطنية لكرة القدم، و أتينا بخطة واضحة بالنسبة لنا، و هي البرنامج الذي انتخبنا على اثره،  و هذا البرنامج يتركز على نقطتين أساسيتين:  هما الإصلاح و البناء، فالإصلاح لم يكن موجودا حيث كانت الاتحادية تعيش منذ زمن طويل في مرحلة من الخمول و الغياب عن الساحة الدولية و عدم تنظيم أي بطولة محلية تستطيع اخراج لاعبين يستطيعون جعل البلاد تنافس على مستوى الأندية أو المنتخبات الوطنية، لهذا كان لابد من الاصلاح و المصالحة مع الذات بالنسبة لمسيري الاتحادية الوطنية لكرة القدم من أجل تحاشي الأمور التي كانوا يعانون منها مثل سوء التسيير و اللامبالاة و العنصرية...إلخ، إضافة إلى تنظيم بطولات شبه احترافية و تنظيم المنتخبات الوطنية على النهج السليم و استجلاب مدربين ذو كفاءة أثبتوها على المستوى الدولي سواء كانوا محليين أو أجانب، هذا مع اختيار اللاعبين على معايير سليمة و تحضيرهم في أحسن الظروف من خلال اعطائهم الامكانيات و العلاوات و الرواتب التي تجعلهم يستطيعون مقارعة لاعبي المنتخبات الأخرى، هذه هي مرحلة الاصلاح.


أما بالنسبة لمرحلة البناء فالاتحادية الوطنية لكرة القدم تسهر أولا من أجل أن تضع نفسها في ظروف صالحة للعمل، فالاتحادية كانت منعدمة حيث لم تكن تمتع بأبسط أمور الاتصال من هاتف أو فاكس، إضافة إلى مشاكل الماء و الكهرباء ...إلخ، إذن كنا في مرحلة متخلفة جدا، و اليوم أصبحنا و لله الحمد إدارة تمتع بأحسن وسائل العمل على غرار أفضل الادارات في البلاد مثل المعلوماتية و حتى بطاقات اللاعبين أصبحنا نعدهم بطريقة احترافية من خلال مركز معلوماتي على اتصال مباشر بمركز الاتحاد الدولي في زيوريخ، و في إطار البناء دائما فنحن نسهر على البنى التحتية، حيث سيأتينا  تمويل من الاتحاد الدولي لكرة القدم لبناء مجمع ترفيهي يضم قاعات للتعليم سيتم خلاله تكوين للمدربين و اللاعبين و الحكام، و سيتم كذلك بناء فندق صغير للمنتخب الوطني بتمويل من الاتحاد الافريقي سيكون على أحسن ما يكون من خلال قاعة للتدريس و قاعة للأكل و غرف مجهزة بكل وسائل الراحة.


و على هذا الأساس هناك عمل يقام به و هو خطتنا التي تعتمد على البناء من خلال توفير البنى التحتية و الاصلاح الذي يبدأ بالمصالحة مع الذات.


تقدمي: هل تعتقدون أن المدرب الجديد للمنتخب الوطني باتريس نفه قادر على النهوض بكرة القدم الوطنية و إيصالها إلى المحافل القارية و الدولية؟


أحمد ولد عبد الرحمن ولد لكور: بالنسبة لنا لابد من أن نحاول..  يمكن أن نخطئ لكن الهدف من كل هذا هو أن تعود موريتانيا إلى الساحة الدولية، لأننا لا ننسى أن المنتخب الوطني غاب سنوات طويلة دون أن يلعب مباراة واحدة، و اليوم  موريتانيا غائبة عن تصفيات كأس العالم و الذنب ليس ذنبنا،  فاليوم موريتانيا تعتبر الدولة الوحيدة قاريا الغير مشاركة في تصفيات كأس العالم، أما في إطار تصفيات كأس أمم افريقيا انسحبنا سنة 2010 بعدما قررنا المشاركة و هذا جلب لنا عقوبة الحرمان من المشاركة في بطولتين من كأس أمم افريقيا و طلبت الاتحادية الحالية نقص العقوبة و هو ما استجاب له الاتحاد الافريقي و سمح للمنتخب الوطني بالمشاركة في تصفيات كأسس أمم افريقيا 2015 إذن أصبحنا ابتداء من 2013 يمكننا المشاركة في التصفيات، هذا مع العلم أن لا توجد عقوبة على المنتخبات الوطنية للناشئين و الشباب و كذلك الفريق الوطني للاعبين المحليين الذين أصبحت لديهم بطولة افريقية خاصة بهم، و نحن نطمح للمشاركة فيها، و من أجل تحقيق هذه  المشاركة كان لابد لنا من جلب  مدرب يملك خبرة على الصعيد القاري لأننا جربنا عديد المرات مع المدربين المحليين الذين أثبتوا كفاءتهم على المستوى المحلي لكنهم لم ينجحوا مع المنتخب لأن المستوى القاري شيء آخر لابد له  من تجربة على مستواه، و نحن لسنا بدعا من الدول الأخرى المتقدمة كرويا التي تستجلب مدربين أجانب مثل المغرب و مالي و السنغال.


و بالنسبة للمدرب باتريس نفه جاء اختيارنا له بعد دراسة متأنية في عدة خيارات من المدربين لأنه يملك خبرة كبيرة حيث سبق له تدريب عدة منتخبات افريقية و أوصلها إلى كأس أمم افريقيا بل و أوصلها إلى مراحل متقدمة من كأس افريقيا، إضافة إلى أنه سبق و درب أندية افريقية و عربية كبيرة مثل الاسماعيلي المصري و الرباط المغربي، هذا فضلا على أنه درب في قارة آسيا كذلك، و نحن في اطار نقاشنا معه فرضنا عليه أن يسكن في موريتانيا و هذا يحدث لأول مرة مع مدرب أجنبي لأن المدربين الأجانب السابقين للمنتخب الوطني كانوا يسكنون خارج الوطن و يأتون كل أسبوعين أو شهر إلى البلد، بينما هذا المدرب أخذنا له منزل و سيارة في موريتانيا و أصبح يتقاضى راتبه هنا و اليوم هو يراقب المنتخبات الوطنية للفئات السنية و يشرف مباشرة على المنتخب الأول، إلا أنه يجب علينا أن نصبر عليه لأننا كنا غائبين عن المشاركات و كنا أيضا نفتقد لبطولة وطنية منتظمة، حيث بدأنا المشاركات الدولية هذه السنة إضافة إلى تنظيم بطولة منتظمة و لا يمكن أن نفوز على أحسن الفرق القارية مباشرة بعد عودتنا إلى المشاركات، لكن النتائج الايجابية بالنسبة لنا ستأتي مع التعب و الألم لأن العمل موجود و كذلك الجد و المثابرة، و كما يقال مع العمل ستأتي النتيجة في النهاية و نأمل أن تأتي النتائج الايجابية في أقرب وقت ممكن، و هذا المدرب يملك القدرات اللازمة من أجل تحقيق نجاحات مع المنتخب الوطني و الاتحادية ستواكب مع متطلباته و توفر له الامكانيات اللازمة التي ستمكنه من تحقيق النجاحات مع المنتخب الوطني.


تقدمي: ما هي المشاركات التي تنتظر المنتخبات الوطنية لكرة القدم بجميع فئاتها و ماهي أهدافكم من وراء هذه المشاركات؟


أحمد ولد عبد الرحمن ولد لكور: بالنسبة للمنتخب الوطني الأول ستكون أولى مشاركاته الرسمية في تصفيات كأس أمم افريقيا للمحليين التي تلعب نهائيتها في سنة 2013 في جنوب افريقيا و ستبدأ تصفياتها في نهاية العام الجاري و هذه البطولة مهمة على المستوى القاري و تحظى بمتابعة الجميع و كل البلدان الافريقية  تسعى للمشاركة فيها، و نحن نحضر لها و نعتقد أن لدينا لاعبين أكفاء يستطيعون إيصال المنتخب إلى البطولة، خاصة و أن الأندية الوطنية أصبحت تتمتع بمستوى جيد بسبب انتظام البطولة الوطنية و ارتفاع أندية الدرجة الأولى  إلى 14 ناد بدلا من 9 أندية، و الدليل على قوة اللاعبين الموريتانيين المحليين هو مبارياتهم الأخيرة أمام مصر و ايران حيث قدم اللاعبون مستوى رائع و لعبوا بندية مع المنتخبين المصري و الايراني  إضافة إلى اللياقة البدنية العالية التي أظهرها لاعبونا في المباراتين رغم الخسارة التي تلقيناها فيهما، و قبل ذلك عندنا مشاركة في القريب العاجل في بطولة النكبة الودية التي ستقام في فسلطين في الشهر الجاري رفقة عشر دول بينهم دول عربية و آسيوية و سنحاول من خلال هذه المشاركة الفوز بالبطولة أو تحقيق أحسن مشاركة ممكنة، و بعد هذه البطولة سيواصل المنتخب الوطني مبارياته الودية تحضيرا لتصفيات كأس أمم افريقيا للمحليين، و بالنسبة لمنتخب الشباب فسيشارك في البطولة العربية للشباب التي ستقام في الأردن  و كذلك منتخب الناشئين سيخوض تصفيات كأس افريقيا للناشئين أمام ليبيا في هذا الشهر و سيشارك أيضا في البطولة العربية للناشئين التي ستقام في تونس.


تقدمي: ما هي في نظركم أهم معوقات تطور الرياضة بشكل عام و كرة القدم بشكل خاص, و هل تتعلق بالإدارة وحدها أم بالمجتمع أم بهما معا؟


أحمد ولد عبد الرحمن ولد لكور: بهما معا بالنسبة لي فالمشكلة تكمن في الادارة و المجتمع معا فأولا هناك انعدام ثقافة الرياضة لدى المجتمع الموريتاني و اهتمامه الكبير بكرة القدم الدولية و اهماله التام لكرة القدم الوطنية، هناك بطولة وطنية تلعب في نهاية كل أسبوع في الملاعب الوطنية فيها لاعبون يتمتعون بمستويات جيدة، إذا لم يعطيهم المجتمع الموريتاني قيمة لن يعطيهم أحد آخر قيمة، إذن على هذا الأساس يجب على الشباب التوجه إلى الملاعب و تشجيع الأندية و المشاركة الفعلية في تسيير الأندية و هناك أدوار أخرى كثيرة يستطيعون تأديتها في هذا الصدد.


من جهتها الادارة كان يجب أن تكون على المستوى سواء اتحادية كرة القدم أو السلطات المسؤولة من قريب أو بعيد عن الرياضة و يجب أن تفهم أن كرة القدم تتطلب الكثير من الامكانيات و الجهد لكي نستطيع مقارعة الآخرين و الفوز عليهم و تحقيق ما تصبو إليه الجماهير، لذا نرجو من الجمهور أن يتوجه إلى كرة القدم و أن لا يكتفي بالنقد فقط و يساند المنتخبات و الأندية الوطنية و أن يسأل نفسه ماذا تقدم الجماهير في مختلف البلدان لأنديتها و منتخباتها، فالجماهير الأخرى دائما تحضر للمباريات لدعم منتخباتها و أنديتها و هذا ما ينقصنا في موريتانيا، و كذلك ينقصنا الاهتمام الاعلامي بالرياضة لأن جميع وسائل الاعلام المحلية تهتم بالسياسة و تهمل الرياضة متناسية أن رياضة عالم وحدها و أنها مهمة لشبابنا و مستقبلنا و لمكانتنا و سيادتنا، لذلك فالإعلام لديه دور مهم و هو الذي عن طريقه سيتوجه الجمهور إلى الرياضة لذا أنا  من هذا المنبر أوجه نداء لجميع وسائل الاعلام بأن تعطي اهتماما للرياضة الوطنية حتى يهتم الجمهور بها.

اجرى الحوار/ بدي ولد يحي ولد بدي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق